Sunday 11 December 2011

حرب ايران والغرب والنتائج الاحتمالية



عكس ما يدعي النظام الايراني في الاعلام يوميا، نظاما ضعيفا ومنهكا؛ فالنظام الايراني حاليا يواجه مشاكل في شتي الامور السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الداخل وفي المنطقة وفي العالم؛ ففي الداخل الاوضاع الاقتصادية بشكل عام و في الاقاليم الغير فارسية بشكل خاص في حالة متدهورة للغاية؛ الفساد المالي و الاداري و الاختلاسات والسرقات التي حصلت و فاقت الميليارات ( واخرها سرقة 3 ميليار دولار قام بها عدد من رؤوس النظام ) والانفاقات التي تعطيها ايران لحزب الله و النظام السوري (و آخرها اوامر خامنه اي بمساعدة النظام السوري بمبلغ 5.6 ميليار دولار لصرفها في قمع الثورة السورية،حيث وصل للنظام السوري لحد الان 3.5 ميليار دولار)،كل هذه الامور انهكت الاقتصاد الداخلي وخصوصا بعد الانخفاض المستمر لاستخراج وتصدير البترول الذي يعتبر مصدرا لاكثر من 90% من موارد ايران الاقتصادية.
و لم يكن الجيش الايراني أفضل حال من الاقتصاد الايراني،لانه جيشا يرثي على حاله (فالمعروف للشباب في ايران،لكل من يريد ان يرى و يجرّب المخدرات بشتي انواعها فليذهب الي الجيش) و اما الانشقاقات في صفوف الحرس الثوري و خلال السنوات الثلاثة الماضية اصبحت في تزايد خصوصا في المراتب الثانية والثالثة من صفوف الضباط..
وفي المنطقة،الثورة السورية واحتمالات سقوط بشار الاسد وعدم استطاعة ايران في ارسال المساعدات المالية السنويه المخصصة لحزب الله والتي تقدر باكثر من ميليار ونصف ميليار دولار سنويا بسبب العجز الاقتصادي والذي قد يدفع حزب الله ان يخرج من احضان ايران وايضا تدخلات ايران في شئون دول المنطقة عموما و الدول العربية خصوصا،و موقف ايران المتناقض لاحداث الثورات و الربيع العربي في المنطقة الذي غير وجهة نظر الكثير من الشارع العربي خصوصا اولئك الذين كانت لهم نظرة مؤيده لايران ( بغض النظر عن الاسباب المذهبية او السياسية ) وفي الساحة العالمية وهي الاهم، اصرار ايران على متابعة انشطتها النووية حتى الحصول الي الاسلحة الذرية وعدم اهتمامها الي الواقع السياسي الموجود في الساحة السياسية العالمية وايضا عدم احترامها للقوانين الدولية في شتى الامور وايضا العقوبات التي قد يفرضها الغرب على الصناعة البترول والبنك المركزي الايراني والتي قد تجر ايران لكارثة اقتصادية لم تشهدها حتي في زمن الحرب مع العراق(1980-1988) و بالرغم من كل هذه الازمات و قوائم اخرى لا نهاية لها من المشاكل التي يواجهها النظام الايراني،هناك سوالا يطرح نفسة و بقوة و هو لماذا يريد النظام الايراني مواجهة الغرب و ما هو الهدف المنشود من وراء الحرب و ما هي نتائج هذه الحرب؟ 
فقد النظام الايراني الفارسي شعبيتة نهائيا في الشارع والمجتمع الايراني وخصوصا بين الشعوب و الاقوام الغير فارسية بسبب معاملته و اضطهاده و نظرته الاستعلائية والاستحقارية للعنصر الغير الفارسي،فالفرد الفارسي يواجه اضطهادا واحد من قبل النظام و هو الظلم والفقر الاقتصادي ولكن الفرد الغير الفارسي و منذ تأسيس الدولة الايرانية الحديثة على يد رضا خان ، يواجه شتى انواع الظلم بدء من الظلم الاقتصادي و السياسي و الثقافي والاجتماعي و محاولات لطمس هويته القوميه وحرمانه من لغته وفرض لغة و ثقافة اخرى عليه و... وبما ان مشروع تصدير الثورة الايرانية للجوار الايراني ومنها الدول العربية في المنطقه لم ينجح و ذلك بسبب سياسته الخارجية التدخلية والسياسة الداخلية القمعية و التعسفية،فمن الطبيعي ان النظام الايراني قد يواجة مشاكل او ثورات داخلية،لذا يحاول و من خلال اشعال الحرب تحويل انظار الشعب لامور اخري تلهي الشعب عما تجري له من مظالم و حرمان ،كما فعلها الخميني بعد انتصار الثورة، و بالحرب مع العراق حوّل النظام انتباه الشعب عن المذابح والاعدامات التي جرت لعشرات الالاف من السجناء السياسيين لميادين و ساحات الحرب.
و في السنوات الاخيرة لجاء النظام الايراني الى احياء الفكر العنصري الفارسي ضد العالم بشكل عام و ضد العنصر العربي بشكل خاص،حيث استمر في تبني خطاب النظام الملكي (الشاهنشاهي)السابق و منهجه في هذا الامر و تصريحات بعض كبار النظام و كبار الاعلاميين الايرانيين عن البحرين بانها ما زالت جزء لا يتجزء من ايران و لا بد ان ترد الى ايران وايضا تصريحاتهم عن الخليج العربي بانه خليج فارسيا وليس عربي و ردود فعل المويدة لاصحاب النزعة الفارسية و تاييدو دعم الكثير من مفكري الشارع الغير فارسي في ايران،دليلا واضحا على محاولة النظام لجذب الكثير من الشارع والمعارضة الداخل والخارج و حثهم على الاصطفاف بجانبه ،حتى و ان كان هذا الاصطفاف يكون مؤقتا، في الواقع النظام يريد ان يدعم و يوسع هذا الاصطفاف باشعاله فتيل الحرب، فالمعارض والناشط السياسي و الحقوقي والمثقف الفارسي الذي يؤيد النظام ويقف بجانبة في حين يعلم علم اليقين بان هذا النظام نظاما ظالما ليس له ادنى مشروعية،من المؤكد حين تنشب الحرب سيكون بجانب النظام قلما وقلبا واذا امكن له جسد.
و علي سبيل المثال المقالات التي كتبها بعض المعارضون والناشطون عن موقفهم في حال نشوب الحرب ضد ايران،منهم من صرح بانه لن يقبل بالهجوم العسكري ضد ايران واذا بدءت الحرب بالفعل سيكون جنديا في الخط الاول للجبهات العسكرية ضد الغرب،حتى و ان افترضنا ان هذه التصريحات بانها مجرد دعاية او مخادعة سياسية فانها بشكل غير مباشر تدل علي التعاطف الفارسي مع النظام.
في الحقيقة فلسفة النظام الحاكم من خلق الازمات لاستمراره لبقائه علي الحكم لا غير؛ فانظام الايراني مبني علي خلق الازمات وبقاءه يرتبط بخلق الازمات في العالم والدول الجوار وبدون خلق الازمات من المستحيل بقائة.
اما بالنسبة لبرنامجه النووي؛العالم يوكد علي سعي ايران لامتلاك لاسلحة الدمار الشامل وتحديدا السلاح النووي ولكن النظام الايراني ينفي ما يدعيه العالم ولكن حتي الان لم يعطي سببا واحدا مقنعا لدول الجوار والغرب والعالم علي عدم سعيه لما يدعيه العالم ويلعب مع العالم بحبل تارة يشدها وتارة يرخيها وفي نفس الوقت يعلم بان كل هذا مضيعة الي الوقت والحرب مع الغرب وفي الواقع مع العالم قد تقع في اية لحظة و في الواقع المنطقة اصبحت كمخزن باروت وقد تنفجر نتيجة اصغر برق فالنظام الايراني من المستحيل ان يتخلي عن الحصول الي هذه القدرات؛ فبهذه القدرات يصل الي الهدف الذي لطالما كان يحلم به وهو فرض سيطرته السياسية علي المنطقة ولكن ورغم نفي ايران لعدم حاجتها لهذه القدرات وان فعالياتها بهذا المجال سلمية فالغرب والعالم يعرف ما تخطط له ايران وايران يعرف بان هذا الاصرار والانكاربالتاكيد سينتهي الي الحرب فمن المستحيل للغرب والعالم يتقبل نظاما راديكاليا متطرفا يمتلك سلاحا نوويا فكما صرح ماك كين في الحملة الانتخابية الامريكية سنة 2008 حين قال: هناك امر واحد اسوء لنا من الحرب مع ايران والذي سنمنع من حدوثه حتي اذا اجبرنا علي الحرب مع ايران و هو امتلاك ايران للسلاح النووي؛ وايضا في الحملات الانتخابية لسنة 2012 ازمة ايران النووي من اهم ما يستخدمون بعض المرشحين من الدعاية للانتخابات الامريكية ويصرحون علي الهجوم علي ايران عندما يدخلون البيت الابيض وحتي اذا افترضنا بانها مخادعة سياسية فان اسرائيل مستحيل ان تبقي مكتوفة اليدين لاكتساب نظاما متطرفا الي السلاح النووي الذي حلمه الاكبر قيادة العالم الاسلامي وعلي الاقل فرض سيطرتة السياسية والاقليمية علي الدول الجوار باستخدام الدين كوسيلة؛ فبالتاكيد اسرائيل بمجرد التاكيد بان ايران وصلت الي مرحلة الوصول الي اكتسابها للسلاح النووي فوقائيا ستهجم علي المنشئات النووية التي سينهي بردود فعل ايران وفي النهاية دخول الغرب الي الساحة الحرب؛ الحرب التي لطالما النظام ايراني كان وما يزال حلم به للاستفادة منه في سبيل توحيد الصفوف الداخلية الي جانبه و كسب جمهور وتاييدا بين الشعوب العالم والمنطقة؛ ولكن بالتاكيد مقدمة هذه الحرب لا تكون كحرب ايران والعراق؛ حرب مشاة بل حرب طائرات وصواريخ و وحروب الكترونية التي لا تقارن مع الحروب العادية وخصوصا حرب الايرانية العراقية فامكانيات ايران الدفاعية والهجومية البدائية لا تقارن مع امكانيات الغرب المتطورة وفي الحقيقة خروج اكثر القوات العسكرية الامريكية من عراق و افغانستان ليس الا نذيرا بحرب جوي والصاروخي في البداية والذي قد ينتهي الي الحرب اهلية في ايران بعد التشليل وتدمير كل قدرات وامكانيات ايران الدفاعية والهجومية والذي قد ينتهي بتجزئة ايران.

حتي اذا افترضنا بان كل ما قيل ليس الا تحليل من نسيج الخيال ولكن في الواقع المنطقة اصبحت اكبر مخازن للاسلحة في العالم وهذا لا يبشر بالخير في الحقيقة ليس الا نذيرا بمستقبل لا يعلمة الا الله؛ ايضا تسلسل الاحداث السياسية التي تحدث الان بخصوص ايران ليست مختلفه عن الاحداث التي وقعت قبيل الحرب الايرانية العراقية وايضا حرب امريكا والغرب ضد العراق والتي انتهت بالحروب و لو نظرنا بشكل اعمق لرئينا ان الاحداث التي تجري في الساحة السياسية ضد ايران مزيجا من احداث التي جرت قبيل الحربين؛ اقتحام الطلاب للسفارة الامريكية انتهت بحرب والحصار والعقوبات الذي فرضها الغرب علي العراق انتهت بحرب ومع ان الاقتحام والحصار ليسا السبب الجوهري لبدء هذه الحروب ولكن تشابه الاحداث قد تنتهي بتشابه النتائج.

Sunday 20 November 2011

اینده ایران و حقوق اقوام غیر فارس


اگر معیاری برای میزان عادل بودن نظامی سیاسی قائل شویم شاید بهترین نوع سنجش میزان عدالت هر نظام سیاسی نوع برخورد و تعامل ان نظام با اقوام واقلیت ها ( چه دینی وچه مذهبی ) بهترین نشاندهنده عادل یا ظالم بودن ان نظام است که مطمئنا وبدون هیچ تردیدی نظام دینی ایران ونظام شاهنشاهی سابق کاملا در این وادی مردود شده اند.

در اینکه نظام سیاسی حاکم بر ایران در این بخش مردود شده اند شکی نیست و مطمئنا اکثر فعالان حقوق بشر در این امر متفق القول هستند اما سوال اینجاست که خود فعالان حقوق بشر بخصوص انانی که دم از حقوق اقوام واقلیت ها میزنند خود چه جایگاهی در دفاع از حقوق اقوام وملت های دربند نظام کنونی دارند؟
واقعیت این است که سالهاست که وقتی فعالان سیاسی مخالف رژیم کنونی از اینده سیاسی وبخصوص خارج نشینان سخن از اینده ایران به میان می اورند اما وقتی به مبحث اقوام وملت های غیر فارس وحقوق انها میرسند کاملا گزینه ای ومحتاطانه سخن میگویند وکاملا گزینه ای وگذرا به ان اشاره میکنند و وقتی به اعراب که بیش از 8% جمعیت 75 میلیونی ایران را تشکیل میدهند میرسند به خود همین زحمت گذرا سخن گفتن را نداده و درواقع کاملا متعمدانه از این موضوع گذشته و اگر هم به ان اشاره کنند با ان را با چاشنی های تمسخر امیز و توهین امیزی چون اینها عرب نیستند وعرب شده اند و... بیان کرده و در واقع کشوری با بیش از چندین قومیت ونژاد وزبان را در قالب یک قوم فارس (قومی که خود کمتر از نیمی از جمعیت ایران را تشکیل میدهد) می بینند، وبا نگاهی موشکافانه به سخنان اینها عملا اقوام غیر فارس کماکان جایی نداشته و در واقع در اینده سیاسی ایران محلی از اِعراب ندارند.
بعنوان یک عرب که خواسته یا ناخواسته شهروند ایران هستم من ملامتی بر اینان نمی بینم چون بنظر من اینان از لحاظ سیاسی یا دست پرورده نظام سابق هستند یا به نوعی دست پرورده اندیشه های سیاسی نظام دینی حاکم بر ایران که به نحوی خود را از ان جدا کرده و عنوان اپوزیسیون را یدک میکشند که در عمل هر دو نظام ( شاهنشاهی و دینی ) کاملا درنظام مملکت داری از نوع دمکراتیک شکست خورده اند وانهایی که ضمن نفی دو نظام، اینده دمکراتیکی را برای ایران ادعا میکنند نیز با توجه به عدم سخن از جایگاه سیاسی اقوام وحقوق انها در زمان حال واینده، عملا خود را در جایگاه مخالفت با اقوام دیگر نشان میدهند و در واقع تیشه به ریشه دمکراسی زده اند، انهم قبل از رسیدن به قدرت.
اما اگر وارد وادی حقوق ملتهای غیر فارس از دید فعالان حقوق بشر شویم متاسفانه موضوع دردناکتر است.
در اخبار هر روز شاهد ان هستیم که کسانی را به جرم فعال حقوق بشر در ایران دستگیر میکنند و یا به افرادی چون خانم شیرین عبادی جایزه نوبل صلح بدلیل فعالیتهای ایشان در باب حقوق بشر میرسیم که در واقع خبری از فعالیتهای ایشان در باب دفاع از حقوق اقوام غیر فارس نیست، اقوامی که نزدیک به 90 سال است که از ابتدایی ترین حقوق خود چون تحصیلات به زبان مادری و حتی ابتدائی تر از ان یعنی حتی از اب شرب محروم هستند فقط و فقط بدلیل اینکه از قومی غیر از قوم فارس هستند.
در واقع بیماری ضدیت با اقوام غیر فارس نه فقط ملکه ذهن فعالان سیاسی شده است بلکه این بیماری به بعضی فعالان حقوق بشر ایران نیز سرایت کرده است ونمونه ان جواب خانم شیرین عبادی در سال 2006 بود که در انتقاد احوازیهای ساکن اروپا در عدم اعتراض ایشان در اعدامهای بی حساب وکتاب که نظام ایران بر اعراب روا میداشت با جوابی بس روشن حقوق بشر از دید ایشان را نمایان ساخت: مشکل خودتان است نه ما؟؟!!!! چرا باید از شما عربهایی که میخواهید کشورم را تجزیه کنید دفاع کنم؟؟!!!! گویی ایشان فراموش کرده اند که ایشان شخصیتی حقوقی است نه سیاسی واز ان مهم تر برنده جایزه نوبل انهم نه بدلیل اکتشافی در ریاضیات وفیزیک وشیمی بلکه به دلیل فعالیت های حقوقی در باب حقوق بشر!!!! با این جواب ایشان این سوال مطرح میشود که ایا از دید ایشان به عنوان شخصیتی حقوقی که برنده جایزه صلح نوبل در حقوق بشر، ایا انسانها بر حسب قومیت انها به بشر وغیر بشر تقسیم بندی میشوند؟
در واقع این جواب با پاراگرافی با نامه لو رفته در سال 1384 از دفتر ریاست جمهوری در زمان خاتمی در باره سیاست های عرب ستیزی نظام که علنا نوشته شده است اعراب را حتی از زرع وکشاورزی ممنوع کنید تفاوتی نمیکند. اما اقای خاتمی و زمامداران کنونی ایران و شخصیتهای سیاسی هستند که بنا به مصلحت نظامی که در ان پرورش یافته اند عمل کنند ( صرفه نظر از غلط بودن این سیاست ) اما خانم عبادی شخصیتی حقوقی است نه سیاسی.
واقعیت این است که فعالان سیاسی وحقوقی باید با تمام وجود قبول کنند که ایران کشوری متشکل از اقوام مختلف است نه متعلق به قومی خاص وضمن قبول این واقعیت با تمام وجود از حقوق اجتماعی، فرهنگی، سیاسی و ... اقوام دفاع کنند در غیر اینصورت اینده ایران هرچه باشد مطمئنا با این چنین طرز فکر وتعاملی با اقوام غیر فارس، بهتر از نظام کنونی نیست و در واقع شاید بسیار بدتر خواهد بود، در صورت استمرار این اهمال نظام بعدی مطمئنا نظامی فاشیستی ونژادپرست همچون فاشیست ترین نظامهای سیاسی قرون اخیر خواهد بود.

علی کعبی

Sunday 13 November 2011

نظرة تحليلية لسياسة القمع التي انتهجتها ايران نحو الشعوب و الاقليات دراسة مقارنة في العصور التاريخية المختلفة


نظرة تاريخية لسياسة القمع الإيرانية اتجاه الشعوب والأقليات الدينية منذ عهد الأخمينيين حتى الثورة الإيرانية
ان سياسه الاباده بدات في زمن دخول الاقوام الاريائية الهمجية 1500 ق.م الي هضبة ايران ؛ فدخول الاريائين كان نذيرا بالشوم والدمار والهلاك الي الاقوام الاصلية التي كانت  تسكن في الهضبة؛ بحيث ادي دخول الاقوام الاريائية الي الهضبة الي دمارو امحاء الحضارات الاصلية كاغوتيين واللولوبيين والكاسيين وحضارة اوراروتو المتطورة و ...  والحضارة الوحيدة التي وقفت سدا في وجه المد الاريائي حضارة عيلام.
تأسست الامبراطوريه الاخمينية بيد قوروش سنة 550 ق.م وكان هذا الأخير قد استطاع هزيمة وفتح كل الحضارات القديمة والمتفوقة والمتطورة في الشرق الأوسط كالعيلاميين وبابل وفينيقية وليديا بقوه السلاح.
مع إن ملوك الأخمينيين حتى نهاية حكم خشايار الاول 465 ق.م استمروا بتوسيع إمبراطوريتهم على حساب الممالك المجاورة ولكن في نفس الوقت امتازوا بسياسة التسامح الديني ولعل المشهد السلبي الوحيد الذي ذكره التاريخ عن الأخمينيين هو قتل قمبيز العجل المقدس بعد فتحه لمصر.
في زمن الاخمينيين حدثت ثورات كثيرة ولكن لا يذكر التاريخ بان ملوك الاخمينين أبادوا شعبا بسبب قوميتهم او ديانتهم على الرغم من القتل والإعدامات والتعذيب التي أجراه ملوك الاخمينيين في حق الثوار وكانت أعدادهم بالآلاف ومن طرق التعذيب البشعة التي كانوا يستخدموها ضد الثوار على سبيل المثال: "يدفنون الناس أحياء حتى الرقبة ويطعمونهم العسل والحليب والخبز وبما إنهم مدفونين ولا يستطيعون دفع ما أكلوه؛ تنموا في أجسادهم الدود والحشرات وهم أحياء".
سقطت حضارة الأخمينيين بيد الاسكندر الكبير سنة 330 ق.م؛ وأدى موت اسكندر إلى تقسيم امبراطوريته بين قادته وبالنسبة إلى ممتلكات اسكندر الأسيويه فكانت حصة سلوقس؛ وفي سنة 64 ق.م سقطت سلوكيا وقامت على أنقاضها الإمبراطورية الاشكانية البارثية التي كان نظام حكمهم شبيه بحكم ملوك الطوائف؛ فكل جزء من إمبراطوريتهم كان يحكمه ملك شبه مستقل أو عائله حاكمه والإمبراطور كان يسمي بشاهنشاه أو ملك الملوك.
بسقوط الاشكانيين وظهور الساسانيين سنة 224 م؛ بدأت مرحلة جديدة في تاريخ إيران لم تعرفها من قبل؛ مرحلة بإمكاننا القول إن النظام الحالي في إيران هو استمرارية هذه المرحلة وهو دخول الكهنة ديانة الزرتشتية في كل أجزاء و أركان السياسة وبالواقع وبدون مبالغه يمكن القول بان كهنة الزرادشتية هم الذين كانوا يحكموا البلاد والملك كان آلة بيدهم وقوه الكاهن الأكبر كانت إلى حد بأن عزل ونصب الملوك كان بيده .
إذا أردنا أن نقارن قوة الدين والكهنة في السياسة وتأثيره على الملوك بين الساسانيين وما قبلهم؛ مع إن روحانيين أو الكهنة الزرادشتية كان لهم تاثيرافي عهد الإشكانيين ولكن أكبر عمل ديني عمل من قبل ملك قبل الاشكانيين كان تجميع افستا -الكتاب المقدس للزرادشتية- من قبل بلاش الاول (55 م الي 77م ) ملك الاشكاني ولم يكن لهم سلطان بالحكم.
أدى تدخل الكهنة الزرادشتية في الحكم إلى بزوغ ظاهرة جديده في زمن الساسانيين المتمثلة في إبادة الأقليات الدينية مثل المانويون في زمن بهرام الثاني بأمر من كرتير الكاهن الأكبر وإباده 16000 مسيحي بأمر من شابور الثاني سنة 341 م ( أمر شابور بإبادة جميع المسيحيين الساكنين في الإمبراطورية ولما رأى بأن القرى الغربية وبين النهرين كلها مسيحيه وقد خلت من سكانها؛ أمر بإن القتل يقتصر على القسيسين والرهبان والراهبات ) وذبح مئات آلاف من المزدكيين أو دفنهم أحياء بأمر من أنوشيروان والجدير بالذكر بإن المسيحيين في الامبراطوريه أكثرهم لجئوا من بطش روما في عهدها الوثني إلى إمبراطورية الاشكانية بسبب تسامحها الديني. ( قصة الحضارات -  ويلدورانت )

ظهرت ظاهرة جديده في فتره حكم الساسانيين وهو ظهور الفكر العنصري والتمييز العرقي بين الطبقة الحاكمة؛ فملوك الساسانيين كانوا يدعون بأنهم من نسل أباطرة الاخمينيين وهذا التفكير و قوتهم العسكرية جعلت منهم ملوكا عنصريين وأدى هذا الفكر العنصري إلى مذابح عرقية كثيره في الامبراطورية ومنها مذابح شابور الثاني للعرب حيث صلب شيوخ العرب من أكتافهم حتى سُمي عند العرب  "بذي الاكتاف" وأيضا الإبادة الجماعية التي أجراها خسروبرويز في أورشليم ودمشق سنة 611 م.
إذا ما قرأنا تاريخ الطبري أو الكامل في التاريخ وردود فعل الفرس ووصفهم للعرب ؛ بسهوله وبوضوح ندرك الفكر العنصري المتطرف عند الساسانيين.
شكل العنصرية بعد إنهيار الساسانيين تغير كليا في ايران؛ لأن في زمن الساسانيين العنصرية في الناس العامة لم تكن متطرفة وكان لها شكل عادي والعنصرية المتطرفة كانت عند الطبقه الحاكمة والملوك خصوصا؛ ولكن بعد الإسلام هذا الأمر تغير وخصوصا في أواخرالقرن الثاني وأوائل القرن الثالث ففي هذه الفتره نشاهد بإن رجال من العامة قادوا ثورات ومعارك ضد الخلفاء العباسيين كثورة بابك الذي أبدع دين جديد عندما قام  بمزج الزراتشتية والمانوية والمزدكية؛ ومازيار واشتهر أيضا يعقوب ليث الصفاري الذي أسس أول حكومة مستقلة عن العباسيين وشن حروب و معارك ضدهم.

ولكن في أواخر القرن الرابع والقرن الخامس أخذت العنصرية اتجاه آخر عند الفرس؛ ففي القرن الثالث و بأمر من يعقوب صفاري قام محمد وصيف الذي كان كاتبا ليعقوب الصفاري بقول أول شعر في اللغة الفارسية فأخذت العنصريه عند الفرس تتجه نحو الأدب والشعر ففي هذه الفتره ظهر الشعر الملحمي عند الفرس وبهذا بدأت العنصرية تظهر في القصائد ومن أشهر الشعراء في ذلك الوقت مثل دقيقي وعنصري وأشهرهم فردوسي الذي كتب ملحمة شاهنامه ( أو كتاب الملوك ) والذي يتحدث عن  الفخر والإعتزاز بملوك و أبطال الفرس ما قبل الاسلام والذي كان بعضهم  من صنع الخيال كرستم وزال؛ ففي الشاهنامه التي تتكون من 60000 بيت لا نجد أكثر من 800 كلمه عربية وسبب هذا الأمر هو كرهه للعرب و امتناعه المتعمد لاستخدام الكلمات العربية .
مع ان قرنان قبل الفردوسي كان هناك شعراء مثل بشار بن برد الذي كان من الموالي ووالده كان من أسراء طخارستان؛ كانوا يستهزئون ويستحقرون العرب ولكن أشعارهم كانت باللغة العربية لا الفارسية.
يقول علي بن احمد بن حازم في كتابه تاريخ العرب: "أن الفرس كانوا من سعة الملك وعلو اليد على جميع الأمم وجلالة الخطير في أنفسهم  أنهم كانوا يسمون أنفسهم الأحرار والأبناء وكانوا يعدون سائر الناس عبيداً لهم فلما امتحنوا بزوال الدولة عنهم على أيدي العرب وكانت العرب أقل الأمم عند الفرس خطراً تعاظم الأمر وتضاعفت لديهم المصيبة وراموا كيد الإسلام بالمحاربة في أوقات شتى ففي كل ذلك يظهر الله سبحانه وتعالى الحق وكان من قائمتهم سنبادة واستاسيس والمقنع وبابك وغيرهم".
علي عكس السلاله البويهيون التي كانت تتبع سياسة التسامح؛ الزياريون وخصوصا في زمن مرداويج ( مردويه) بن زيار كان يتبع سياسة القمع بالنسبه للعرب فانه كان يقول: ساحيي مجد امبراطورية الساسانية. (تاریخ الخلفاء سیوطی) ان مجزره مدينة همدان التي كان فيها بعد مدينة طالقان وشيراز واصفهان اكبر تجمع عربي في داخل ايران في ذلك الوقت  و التي استمرت يومين والذي قتل فيها العشرات الالاف جرت بامره. اول ما عمله مرداويج لما وصل للحكم هو إحياء التقاليد المجوسية القديمة.
بعد هزيمة اللساسانيين وبعد ان اصبح ملكهم بيد العرب المسلمين في سنة 651 حتي سنه 1925 تاسيس المملكه البهلويه علي يد رضا خان استغرق 1274 سنة وفي هذه المده 24 عائله حكمت؛ من بين ال 24 عائلة كان 5 منهم فرس والبقيه اما عرب ( الامويون والعباسيون والمشعشعيون والكعبيون )؛ اما لر ( الزندية ) والباقي اما اتراك اما مغول؛ ومن بين 1274 سنه التي اذا جمعنا مدة حكم الفرس علي ايران وجمعنا سنين حكم العائلة الخمسة؛ مدة حكمهم لا يزيد علي 250 سنة اخر سلاله فارسية الاصل التي حكمت ايران قبل الغزنويين كانت ال بوية التي سقطت سنه 447 هجري؛ وهذا الامرجعل العنصريه الفارسيه تكبر مع الزمن وتتبدل الي بركان ثائر في زمن البهلويين والنظام الديني الحاكم.
إذا قلنا إن تأسيس الدولة الصفوية في إيران أهم حدث تاريخي بعد هجوم المغول ومن أهم أحداث تاريخ إيران على العموم ما أخطأنا، فبقيامها اتخذت إيران المذهب الشيعي الاثناعشري مذهبا رسميا، وكان لهذا التحول آثاره البعيدة في تاريخ إيران خاصة وتاريخ العالم الإسلامي عامة؛ أيضا إذا قارنا ظلم الصفوين مع المغول ما أخطاءنا.
 تأسست الدولة الصفوية سنة 1501 للميلاد؛ الصفويون كانوا من سلالة شيخ صفي الدين الاردبيلي ( التركي النسب ) الذي كان صوفيا ولكن له انتماءات سياسية، الملك اسماعيل الصفوي أسس الدوله الصفوية عندما كان عمره 14 سنه فقط وحتى مماته عندما كان عمره37 سنة نشر المذهب الشيعي بقتله مئات الآلاف وربما الملايين من أهل السنة فمدن كثيرة اختفى أهلها كلها بسبب إنهم كانوا سنه مثل مدينه ماهان في مركز إيران التي قتل كل أهلها وقتله لمئات آلاف من سكان تبريز واصفهان وشيراز وهمدان وقزوين وحتى وصف دكتور حسين خنجي بمجازر الصفويين وخصوصا شاه اسماعيل الصفوي بان عدد الناس اللذين قتلهم أكثر من عدد الناس الذي قتلوا بيد المغول.
الغالبية العظمى من الإيرانيين بصرف النظر عن عرقهم القومي كانوا سنة وقليل من الناس كانوا مسلمون شيعة أو ديانة أخرى في بدء تأسيس الصفوية ولكن لما مات الشاه ( الملك ) اسماعيل الصفوي كان العكس فعدد أهل السنة في إيران كان قليل إلى حد الاستغراب. أهم صفة لإسماعيل الصفوي بالتعامل مع أهل السنة انه كان لا يهتم إذا كان الذي يحاوره عالم ديني أو من عامة الناس كما إنه قتل التفتازاني أكبر علماء السنة في إيران ورمى بنته وزوجته الى جنوده ؛ ولكن معاملته مع الديانات الأخرى كالمسيحيين واليهود والزراتشتيين كانت معاملة حسنة نسبيا.
أول من أجرى سياسة التطهير العرقي في العهد الصفوي كان الشاة عباس الثاني ( الكبير ) على عكس أسلافه الذين كانوا يركزون على التطهير المذهبي ولكنه اتخذ سياسة معتدلة نسبيا فهو لم يقم بمجازر بل قام بتهجير الأقوام من موطنهم إلى ناحية أخرى مثلا قام بإجلاء الآلاف من الأكراد من كردستان إلى خراسان والآلاف من اللر من لرستان والبختياريين من جبال بختياري إلى مناطق أخرى وهذه سياسة استمرت حتى الدولة الأفشارية؛ فنادر شاه اتخذ نفس السياسة ولكن بشكل أعنف.
العصر الحديث ... البهلويون والنظام الديني الحاكم
منذ بداية العصر الحديث في زمن رضا شاة بهلوي؛ امتاز شكل العنصرية في عصر البهلوية بإن الوسائل و الأهداف تغيرت كليا؛ أولا: الهدف الأساسي كان القوميات العرقية لا الديانات والمذاهب؛  ولأول مرة ظهرت سياسة تفريس الاقليات كما انة مازال الهدف الرئيسي ، ثانيا:لم يكن هدف الشاة مثل السلالات التي سبقته وهو السيطرة السياسية فقط؛ بل بغضه وعداوته للأقليات العرقية الغير الفارسية على الأخص الأقلية العربية  ثالثا: بهدف انمحاء الثقافات الغير الفارسية وبشكل مباشر الثقافة العربية؛ منع الأقليات من ارتداء ملابسهم التقليدية وكشف الحجاب للنساء إجباريا وإجبار الرجال على لبس ملابس صممتها وخصصتها الحكومة رابعا: تستهدف سياسة التفريس والعنصرية على الأقليات بشكل عام وعلى العرب بشكل خاص ( والسبب لأن المنظمين لهذه السياسة كانوا يعتقدون بأن كل الأقليات غير العربية في إيران من العرق الاريائي إلا العرب ولهذا تركيزهم الرئيسي لتطبيق هذه السياسة  كان على العرب ) خامسا: لأول مره في تاريخ إيران بعد الإسلام اعتماد سياسة استيطان أقوام الغير العربية في المحافظات العربية (فاستنادا بكتاب كارستن نيبور الرحاله الالماني الدنماركي الذي جاب منطقة الخليج في أواخر القرن ال18 لم يكن هناك مدن غير عربية على الساحل الشرقي للخليج ولكن الآن وبفضل سياسة الاستيطان الذي اتخذته الحكومات الإيرانية من عهد رضا خان إلى الآن فعدد الفرس والأقوام الغير عربية أصبح أكثر من العرب الذين هم السكان الأصليين في تلك المدن مثل ابوشهر وبندرعباس ومعشور والخ ...)
 سادسا: كانت هذه السياسة بتوجيه من مثقفين عنصريين والجدير بالذكر إن معظمهم من الأقليات العرقية ولم يكونوا فرس أصلا مثل سعيد نفسيي واحمد كسروي؛ ناصر انقطاع ( تركيوا النسب )و برويز ورجاوند ( لري الأصل ) واسدالله علم ( عربي الأصل ) وتحت قيادة العقل المدبر والمنظم الرئيسي لهذه السياسة والذي كان فارسي زردشتي الديانه وهو دكتور افشار يزدي.
قد يستغرب القارئ في تأكيدي على الملابس؛ لكن أمر رضا شاه في توحيد الملابس كان يشمل على القبعة التي أسماها ( كلاه بهلوي ) أو القبعة البهلوية وعدم التزام الرجال في لبسها كان أحيانا عقوبته المتمرد منهم السجن وأحيانا الإعدام.
أما بالنسبة لشعب منبوذ كالعرب فالعقوبة كانت أكبر وفي الواقع كانت أشد وأظلم ؛ لأن العرب لم يعيروا اهتماما لهذه الأوامر ووقفوا وصمدوا في وجه الطاغية وأوامره التعسفية والنتيجة كانت إن رضا شاه أمر بدفن عشرات من شيوخ القبائل والعشائر وهم أحياء وترحيل المئات قسرا من العائلات العربية سيرا على الأقدام إلى محافظات غيلان ومازندران أقصى شمال إيران الذين مات الكثير منهم في الطريق.
يمتاز عهد محمد رضا والحكومة الدينية الحالية بان سياسة التفريس كانت متمركزة على المحافظات العربية ومع إن محمد رضا استمر في منهج أبيه في قمع  وتفريس الأقليات وخصوصا العربية لكن بسياسة مختلفة؛ فسياسة محمد رضا كانت تأسيس منشئات صناعية في المحافظات الغير الفارسية وخصوصا المناطق المأهولة بالعرب واستخدامهم في الأعمال البسيطة والمتواضعة وإسكان الفرس في المحافظات العربية ببناء البيوت والمستوطنات لهم وإعطائهم خدمات مجانية واستخدامهم في الوظائف المهمة ؛ ففي زمن محمد رضا الاستثمار في بناء المصانع في محافظه خوزستان ( الاحواز ) كان يوازي الاستثمار في جميع المصانع في إيران من حيث القيمة المالية وهذه المصانع غير المصفاة لمصانع البترول والغاز التي تمتاز بها المحافظة.
إن منشئات البتروكيمياويات في مدينة معشور ومدينة عبادان ؛ محطات طاقة الكهرباء رامين وزرقان؛ محطة كهرباء دارخوين النووية ( التي لم تستكمل بسبب حرب ايران مع العراق )؛ مجموعة مصانع صلب الاهواز والمجموعة الوطنية لصناعة الصلب؛ مصانع الاسمنت؛ منشئات اقا جري لاستخراج وتصفية الغاز و غيرهن من أهم المصانع التي تأسست في عهد محمد رضا بهلوي في المحافظات العربية؛ ففي زمن محمد رضا الاستثمار في بناء المصانع في المحافظة خوزستان ( الأحواز ) كان يوازي الاستثمار كل المصانع في إيران من حيث القيمة المالية ؛ والمشاريع الزراعية الكبيرة مثل تقسيم الأراضي الزراعية بين المزارعين في سنة 1963 الذي الشاة قام بتسميته بالثورة البيضاء.
في الحقيقة سياسة الشاه بالنسبة  للعرب كان مزيج من الحرمان الإجباري للشعب من أكثر حقوقه؛ إلى جانب  إعطائه بعض الامتيازات الابتدائية والمتواضعة لسهولة تفريس الشعب ( بالأخص الشعب العربي )و تطبيق سياسته التطهيرية للقوميات والمزج العرقي إلا أن من جهة الدين والمذهب لم تتعرض الأقليات لقمع كثير من قبل الحكومة البهلوية خصوصا في زمن محمد رضا.
الأقليات العرقية والدينية في عصر الحكومة الدينية (منذ عام 1979 إلى الآن ) ومقارنتها مع الحكومة البهلوية.
لا نبالغ إذا قلنا ما تعانيه الأقليات الدينية والعرقية في هذا العصر من الظلم والاضطهاد والإعدامات والاعتقالات والتعذيب كان الأسوأ من زمن الصفويين إلى الآن؛ فالمنهجية التي تتخذها الحكومة الدينية بالنسبة للأقليات ( وخصوصا العرب ) فريدة من نوعها وقل نظيرها في التاريخ؛ سواء تاريخ إيران أو تاريخ البشرية، فان الحكومة الدينية الإيرانية في ظاهرها حكومة دينية ولكن إذا راجعنا تاريخ الثورة منذ نشأتها سنة 1963 حتى الآن ندرك بان نظرة مؤسس الثورة السيد خميني (الذي هو من أصول هندية) وخليفته  السيد خامنة اي  الی الدین هي نظرة الوسيلة للوصول إلى الغاية والتي كانت تتغير مع تغيير الأحوال في العالم والمنطقة والأمور الداخلية ولهذا القمع الجاري في إيران لا يخص قوم أو مذهب بل في إيران كل القوميات وكل المذاهب تجري عليهم كل أنواع سياسة القمع والاضطهاد ولكن حجم ومقداره يتغير حسب القومية والمذهب والأوضاع الداخلية في البلاد.
فالثورة بدأت بكذب وخداع وتزوير والخميني وأعوانه وأنصاره استفادوا من الدين كوسيلة لخداع الشعب بهدف الإطاحة بالشاه؛ والوصول إلى الحكم واستمر الاستفادة من قناع الدين لبدء حرب بين ايران والعراق؛ فاستفيد من الدين لاستمرار الحرب مع دولة اسلامية  واستمرت هذه الاستفادة من الدين بقتل وقمع المخالفين للنظام ( مجزرة صيف 1987) وقتل الاقليات خصوصا العرب ( مذابح الاربعاء السوداء في مدينة المحمرة سنة  1979 وسنة 2000 في الاهواز سنة2005 ) ومذابح اكراد قارنا سنة 1979 و... وتزوير وصية خميني علي يد رفسنجاني وخامنه اي للاطاحة بايت اللة منتظري اللذي كان نائبا لخميني  و ... .
 في مقابلة مع الإذاعة الفرنسية في تاريخ 14.9.1978 قال خميني: "لا نقصد من الحكومة الدينية بإننا كعلماء دين نحكم؛ بل نحن لن نكون إلا مجرد ناظرين  للأمور".
وفي مقابلة في باريس 7.11.1978 قال:"أنا شخصيا لا أرغب ( في الحكم ) وحتى لو رغبت فان كهولة سني ومرتبتي الاجتماعية ( كعالم ديني ) لا يسمحوا بان أتقبل مسئولية في الحكومة الجديدة"
وفي كتابة تحرير الوصية يقول: "العالم الديني لا يجب أن يعمل عمل أخر غير التعليم ونشر التوحيد والتقوى وتعليم القوانين السماوية ونشر الأخلاق وتهذيبها ( كشف الأسرار ص 208 )
ولكن بعد إن انتصرت الثورة واستقر له الأمر تغير كل شئ؛ وهذه بعض من الحوارات والمقابلات بعد الثورة:
في جلسة له مع مندوبي لمجلس الشورى في جماران 17.8.1981 :"لتعلموا أن لا احد غير علماء الدين يستطيعوا بان يتدخلوا ويعملوا في السياسة ولا تظنوا بأنكم تستطيعوا بان تزيحونهم ( يخاطب اليساريون والأحزاب العلمانية والمعارضة ) .
ما إن انتصرت الثورة حتى بداء خميني بالتصفيات السياسية والتي بدأت بالإعدامات لكبار النظام الحاكم السابق واستمرت والتي مازالت مستمرة بقمع العشوائي الأقليات؛ ففي 13.2.1979 بأمر من خميني نصب الخلخالي بمدعي العام وبدا بالإعدامات لمسئولين سابقين وما إن انتهى بداء بالإعدامات في الأقليات القومية و أهمهم العرب والأكراد ولما تأسست محكمة الثورة في 24.2.1979 بداء قمع الأقليات تأخذ طريقا مشروعا وقانونيا؛ أيضا بداء بالتصفيات للعلماء الدين الكبار الذين كانوا يطالبون بحقوق الأقليات كايت اللة  الشيخ محمد طاهر شبير الخاقاني (الزعيم الروحي لعرب ايران ) وتم اعتقاله ونقله إلى مدينة قم ووضعه تحت الإقامة الجبرية وهو أول زعيم ومرجع ديني كبير يتم اعتقاله بعد انتصار الثورة؛ والعلماء الذين كانوا يخالفون دخول الدين في السياسة  أو منتقدي نظرية الولاية الفقيه كالسيد شريعتمداري ( الذي أنقذ خميني من الإعدام ) والسيد محمد الشيرازي والشيخ حسن ألقمي وعلماء آخرون اللذين كانوا قد أبدوا وجهات نظر مخالفة لأراء خميني الذي حول الإسلام إلى مجرد وسيلة للتسلط على رقاب الشعوب في إيران من خلال ابتداع نظرية ولاية الفقيه.
إن شكل ومنهج سياسة قمع الأقليات العرقية في إيران في العهد الحكومة الحالية وخصوصا العرب وهي استمرارية لسياسة التفريس لنظام البهلوي لكن بشكل أعنف وأقسى بحد أنة لا يقارن مع العهد السابق؛ لان كما قلنا الشاه كان يعطي امتيازات لتسهيل إجراء السياسة و لكن السياسة التي اتخذتها الحكومة الدينية فهي بدون اعطاء امتيازات ( لأنها تظن إعطاء الامتياز للأقليات  ضعف ومذله ) تعمل ما تشاء وتستمر بإجراء سياساتها القمعية بحق الأقلية.
إن الشاه في سنة 1963 اجري سياسة تقسيم الأراضي التي أسماها الثورة البيضاء ولم يستثني قوم أو شعب في اتخاذ وإجراء السياسة ولكن الحكومة الدينية الحالية اتبعت منهج مصادرة الأراضي بالقوة ( حتى سنة 2006 أكثر من 500000 هكتار من أراضي زراعية للعرب صودرت من قبل الحكومة والتي أكثرها خصبة وعلى ساحل الأنهار مثل نهر قارون )  وسياسة منع المزارعين من زرع الأراضي التي تتخذها فقط في المناطق العربية لا غير.
وسياسة التفريس العلنية التي تتخذها الحكومة بحق العرب ( عدم السماح بتسمية المواليد بأسماء عربية مثل وائل ونائل وعمر وعثمان و ... ) إلا إذا كانت دينية؛ والاستمرار بتسمية القرى الجديدة بأسماء فارسية وكذلك المدن والأنهار والشوارع ؛ إضافة إلى انتشار قرار حكومي سري بكيفية التعامل مع العرب وتفريسهم بتوقيع خاتمي ( مبدع نظرية حوار الحضارات ) في زمن رياستة التي أدت إلى انتفاضه سنة 2005 واستشهاد المئات و إلقاء القبض على الآلاف من العرب.
أيضا الشاة لم يتخذ سياسة توطين الشعوب الغير عربية في المناطق العربية بشكل مفرط والمناطق الفارسية التي كانت في مستوطنات صغيره في المدن العربية أو بجانب المدن ولكن الحكومة الحالية بدأت ببناء مدن لغير العرب في قلب المناطق العربية وأيضا اتخذت إعطاء تسهيلات مالية وإهداء أراضي لبناء بيوت لغير العرب؛ و إنشاء وبناء مؤسسات خدمية هائلة مثل الماء الصحي والكهرباء والمستشفات والمدارس والطرق وبالمقابل فإن المناطق العربية التي لا تبعد سوى بمئات الأمتار من المناطق الفارسية تفتقر لهذه الخدمات.
سياسة تغيير مجرى الأنهار التي مصبها المناطق العربية إلى الأنهار المتواجدة بالمناطق الفارسية ( كتغيير مسار نهر كارون إلى أصفهان وكاشان وكرمان ) ومنع الماء عن العرب سياسة اتخذت من قبل الحكومة والتي لم نشاهدها في العصور السابقة مع إنها كلفت الحكومة بمليارات الدولار وقد بدأت بعهد رفسنجاني وأوجها في عهد خاتمي وحتى في الأزمة الاقتصادية التي شهدتها إيران بسبب تخفيض سعر البترول استمرت و بشكل أكبر.
أما بالنسبة للعمل والتوظيف في المديريات أو المصانع الحكومية فالأولوية للفرس الذين يسكنون في المناطق العربية هذا إذا لم يستخدموا الموظفين من المدن الخارج من المناطق الغير العربية ولم يأتوا بهم ( مثل استخدام 300 موظف غير عربي من مدن بهبهان ودزفول ومسجد سليمان في محطة الكهرباء في مدينة عبادان العربية واستيطانهم في المدينة ).
توزيع المخدرات بأسعار منخفضة وشبة مجانية واحدة من أهم السياسات والطرق التي اتخذتها الحكومة في المناطق العربية؛ فالمخدرات التي سعرها بعشرات الآلاف في المناطق الغير عربية سعرها يكون أقل بكثير في المناطق العربية.
أيضا شملت هذه السياسة  تأسيس مؤسسات حكومية مثل ستاد عشاير ( منظمة المسؤولة عن الأمور العشائرية ) التي تعمل علي نشر البيارق ونشرا لفتن بين العشائر والقبائل العربية خصوصا.
سياسة الرعب التي اتخذتها الحكومة لزرع الخوف في الشعب العربي بتعذيب وإعدام العرب والناشطين السياسيين ورمي أجسادهم في الأنهار حتى يراهم عامة الناس وهي سياسة منحصرة في المناطق العربية.
ولأول مرة اتخذت الحكومة منهج  ووجه جديد لتوجيه الاتهامات وتبرير للإعدامات وهو إنها تتهم السياسيين بتوريطهم بتجارة المخدرات واتهامهم بتغيير مذهبهم إلى المذهب السني.
زرع الكره للعرب في قلوب الشعوب الغير عربية ( حتى بالنسبة لمواطنين العرب ) وهذه السياسة استمرارية سياسة البهلوية.
صحيح إن الحكومة سمحت للعرب أن يكون لديهم نواب في المجلس ولكن المندوب العربي هو الوحيد الذي لا يحق له أن يقول خطابه بلغته العربية وأيضا المندوب الوحيد الذي لا يحق له أن يدخل المجلس بملابسة التقليدية؛ إن زرع الكرة بالنسبة للعرب كان واضحا حتى في المجلس؛ حين طالبوا مندوبي العرب في المجلس 1.5% من سعر منتجات بترول التي أكثر من 90% منة تستخرج من حقول في المناطق العربية؛ واجهت هذا القرار اعتراض و ردود فعل عنيف من قبل مندوبي المجلس.
أما بالنسبة للأقليات القومية الأخرى فان سياسة القمع تمركزت أولا على الأكراد وبعدها البلوش.
وبالنسبة للسياسة الدينية فالحكومة الدينية تمركزت أولا على أهل السنة والجماعة في المناطق العربية والتركمانية والعربية وبعدها البهائيين والطريف بالأمر بان الاضطهاد والقمع لا يشمل الزراتشتيين فهم مواطنين لهم حقوق ككل مسلم.
إن السياسات القمعية والطرق البعيدة عن العدالة التي تقوم بها الحكومة الدينية بشعوبها وخصوصا العرب لا ينتهي وكما يلاحظ القارئ أكثرها جديدة وفريدة من نوعها سواء كان في تاريخ إيران السابق وحتى التاريخ الحديث وكلها مدروسة وذات تخطيط منظم ويكفي قولا ودليلا بأن نذكر إن بعد انتصار الثورة أهم شخصية سياسة وثقافية بهلوية    التي لاقت دعم من خميني ولم يتم إعدامه ( في وقت الذي كان يعدم حتى الحطاب بمجرد معرفة انه من محبي النظام السابق ) الدكتور افشار يزدي مؤسس ومبدع الفكر العنصري الفارسي المتطرف.
مقارنة تاريخية
كانت هذه نبذه من تاريخ إيران وتعامل الفرس مع الشعوب الغير فارسية وخصوصا العرب ونلاحظ بأن الشعوب في ثلاثة مراحل تاريخية قمعوا واضطهدوا بسبب عرقهم أو ديانتهم أكثر من باقي المراحل وهي الفترات التي كان الملوك يحكمون باسم الدين ولكن أكثر مرحلة قمعوا و الشعوب و الأقليات هي الأزمنة التي كان الحاكم الديني ( الكاهن ) نفسه يحكمهم؛ مع إن في عهد الساسانيين والصفويين كان الحكم دينيا ولكن كان هناك ملك إلى جانب العالم الديني أو الكاهن وكان هناك شبه موازنة؛ مع إن كفة الميزان في زمن الساسانيين كانت مع الكاهن وكفة الميزان في زمن الصفويين كانت مع الشاه ( الملك ) ولكن في الحكم الديني الحالي لا يوجد مقارنة فالميزان فيه كفة واحده وهو الولي الفقيه الذي ملك رقاب الناس و باسم الدين يقتل ويقمع الشعوب والأمر يصبح أكثر خطرا ومعقدا حين يقول بأنة منصوب من الله والاختلاف معه يعني الكفر والإلحاد ومخالفة الله وأن مرضاتي رضا الله حتى لو كانت بمعصية.