Wednesday 26 September 2012

اسباب عدم حصول الوحدة بين الفصائل الاحوازية


اقدمت اثنان من اكبر الاحزاب المعارضة الكردية في الشهر المنصرم اتفاقية استراتيجية مشتركة بينهم تنص علي الفيدرالية في الكردستان والديمقراطية في ايران؛ اذا نظرنا الي تاريخ كفاح هذه الاحزاب نلاحظ بان هذه الاتفاقية وقعت بعد تنازلات من كلا الحزبين لدستور تاسيسهم و حتي لجوهر تاسيسهم و تغييرا في اسباب والوسائل الي وصولهم لهدفهم الغائي للشعب الكردي مهما كان.
في الحقيقة هذان الحزبان الكرديان لم يفرطوا بقضيتهم العادلة بل غيروا استراتيجيتهم مع المتغيرات السريعة في المنطقة و ايران و في الواقع بتوقيعم علي هذه الاتفاقية قد سبقوا الاحداث والمتغيرات الاتية؛ العمل الذي يعكس ذكائهم و دهائهم السياسي ولكن لماذا الفصائل الاحوازية رغم ان كفاحهم لحقهم في تقرير مصير الشعب العربي الاحوازي لا يقل عن كفاح الاكراد لماذا حتي الان لم يصلوا الي ما وصل له الاحزاب الكردية؟
في الحقيقة ما وصل بالاكراد الي هذه الاتفاقية ينبع من اقتناعهم بضرورة الوحدة و التغيير في الاستراتيجية مع المتغيرات السياسية والاقليمية و طبعا وبالتاكيد الفصائل والاحزاب الاحوازية مقتنعة بضرورة الوحدة لاقتناعهم بان استراتيجياتهم في الوصول الي حق تقرير المصير لم يفي بالغرض بعد كل هذه العقود من الكفاح السياسي و احيانا العسكري ولكن ومع الاسف عدم الوصول الي الاتفاقية المشتركة يرجع لاسباب اهمها عدم تنازل بعض الاحزاب والفصائل عن بعض ارائهم و استراتيجيتهم للوصول الي الهدف الغائي (حق تقرير المصير) رغم علمهم بعدم فعالية هذه الاستراتيجيات.
بعض الفصائل و مع الاسف لحد الان واقفون اما جدار الاسم والحروف؛ اهذه احواز ام احواز ام عربستان؛ في الحقيقة وبرايي كاحوازي او اهوازي او ايا كان؛ الاسماء امور متغيرة فكثير من الدول تغيرت اسمها حتي في عصر الحديث كالحبشة تغيرت الي اثيوبيا و سيام الي ميانمار و... .
في الحقيقة عدم تنازل والتغيير في الاستراتيجية من قبل بعض الفصائل الاحوازية والانفراد بمواجهة الانظمة الايرانية منذ 1925 رغم كفاحهم الجبار علي مدي عقود جعل من القضية؛ قضية منسية و مدفونة تحت رماد العقود والسنين.
 طبعا لا اريد هنا ان احمل الاحزاب سبب عدم طرح القضية فبالتاكيد السبب الرئيسي لهذا النسيان القوي العظمي و حاجتهم لايران قوية بفضل بترول الاقليم لتتوازن قوي المنطقة ولكن ومع الاسف الشديد عدم مرونتة بعض الاحزاب و الفصائل في التخلي او علي الاقل التغييرفي استراتيجياتهم الاولية ساعدت القوي العظمي في اهدافها.
ما الحل
اولا:علي الفصائل ان تكون اكثر مرونة في استراتيجياتها و اكثر تقبلا للتغيير لان الوحدة لن تحصل الا بقبول التغييروقبول النقد المحايد مهما كان وعدم اتهام البعض لان الهدف الغائي لكل الفصائل غض النظر عن نظرتهم ( تحررية ام فيدرالية ) الي القضية الاحوازية و ايران كمحتل او غير محتل والنظام الايراني ظالما ام عادلا!!! الشعب الاحوازي و حقة في تقرير مصيرة وليس كيفية الوصول الي حقة لان الاسباب والوسائل للوصول الي الهدف امور متغيرة و نسبية تتغير مع الزمان والمكان و المتغيرات والاحتياجات ولكن حق تقرير المصير هو حقا مطلقا لا يتغير بتاتا اذاً ليس من المنطقي التضحية بالحق الذي هو مطلق بالمتغيرات والنسبيات.
ثانيا: امور كثيرة عليها ان تدرس و تتفاوض سرا من قبل قادة الفصائل والاحزاب و المفكرين والسياسيين والحقوقيين الاحوازيين  المستقلين الذين هم ليسوا بقليلين وعدم الجهر بها و تعيين الخط الاحمر للامور التي لا بد لها ان تبقي سرا بين قادة الفصائل والاحزاب بينهم وبين المعتمدين من السياسيين المستقلين لان اذا طرف الحوار عرف بفكرك و استراتيجيتك فسيكون اميالا سباقا لك و سيكون من الصعب التفاوض معه لانه يعرف كيف يواجهك والحوار سيكون اصعب و من الممكن ان يستحيل فكثير من الانتصارات في الحروب علي مدي التاريخ و الحوارات والتفاوضات السياسية علي مدي التاريخ كانت مع الجانب الذي كان يعلم اكثر باستراتيجية و افكار الطرف المقابل.
ثالثا: الدراسة و الاستفادة من تجارب الاحزاب المعارضة في مختلف انحاء العالم و تغيير النظرة التقليدية والعاطفية الي نظرة علمية سياسية حقوقية للقضية الاحوازية من قبل الاحزاب.
رابعا:علي الفصائل ان يركزوا علي الاتصال اكثر بالاحزاب المعارضة الايرانية التي تعترف بحقوق الاحوازيين كشعب مضطهد اياً كان انتمائاتها السياسية والعرقية باستمرار و الازدياد في التواصل مع اخوة العرب المهتمين بالقضية كالاعلاميين و السياسيين و الحقوقيين و النشطاء و ايضا الاحزاب العربية المهتمة بالقضية في شتي العالم العربي و ايضا المنضمات الحقوق الانسان الغربية للضغط علي النظام الايراني و ايضا فرض قبول القضية علي الاحزاب الايرانية التي لا تعترف بحق الاحوازيين لحقهم في تقرير مصيرهم و ايضا جعل الغرب امام الامر الواقع بتعريف و نشر القضية في الساحات العالمية والاقليمية.
خامسا: تاسيس لجان مشتركة في مختلف المواضيع السياسية و الثقافية والاعلامية و ...
هناك امور و حلول كثيرة اخري تساعد القضية ستظهر بعد الوصول علي الوحدة بين مختلف الاحزاب والفصائل؛ فبوصول الي الوحدة و اشتراك الخبرات والطاقات والعقول مع بعض سيسهل الوصول الي الهدف الغايي لان القوم التي تشاورت لم تذل و في الحقيقة ما ينقصنا للوصول الي الهدف ليس الخبرة بل التشارك والاستفادة من خبرات البعض و اكرر لن نصل الي هذه المرحلة الا اذا اصبح لدينا السعة الصدر في التنازل من بعض النسبيات والمتغيرات وقبول النقد الفعال والمستمر والمحايد.في الحقيقة وجود طيفان سياسيان مختلفان نهجاً ( فدرالي و تحرري ) ولكن منسجمان و قويان انفع للقضية من عشرات اطياف متشابهان ولكن كل يمشي علي خطاه؛ فكثرة الاطياف تسبب مشاكل مع البعض و الانشغال بالبعض بدل التركيز علي القضية الرئيسية فكل فرد عربي احوازي او اهوازي او عربستاني ايا كان مبدءاه الفكري او نظرتة السياسية تحررية ام فدرالية له الحق في التعبير والدفاع عن راية حتي اذا كان رايا مختلفا جذريا مع الاخرين.

علي الكعبي