Saturday 17 May 2014

ماكيافلية الانظمة الايرانية


من المعروف عند اكثر علماء السياسة ان علي كل سياسي ان يقراء كتاب الامير لماكيافللي؛ ولكن هناك تشابها غريبا بين بعض عناوين و جمل الكتاب و الاحداث التي شاهدتها المنطقه خصوصا بعد ثورة الدينية في ايران 1979 ؛  فقاعدة الضرورات تبيح المحضورات استخدمت و بشكل اعنف بعد الثورة الدينية في ايران حتي اذا قورنت مع وصف كيفية تطبيق القاعدة في السياسة في كتاب الامير.
 الانظمة الايرانية التي حكمت ايران في القرن الاخير استخدمت الدين في سياقين متشابهين في سبيل الوصول الي الحكم؛ رضا شاه 1878-1944  الذي في كان  بداياته عاملا في اسطبل السفارة الهولندية كغاسل للاحصنة و ثم نقله الجنرال ايرونسايد البريطاني  الي اسطبل السفارة البريطانية ؛ وصل الي الحكم من خلال دعم بريطانيا له و ايضا بدعم او علي الاقل انحياد اعلام علماء مدينة قم من خلال معرفتهم بخلفيته المتدينة و التظاهر بتمسكه و مشاركته الدائمة بشعائرالدينية كالصلاة الجمعة و ايضا المشي حافيا و ملطخا بالطين خلف مواكب العاشورائية في شهر محرم فاصبح شبه مقدسا في نظر بعض ايات مدينة القم لهذا فأنم تجاهلوا و غضوا النظر عن مجازره بحق الشعوب الغير فارسية و خصوصا العرب و قتله و تعذيبه و دفن الاحياء عند احتلاله الاقليم العربي 1925 التي كانت بمباركة بريطانية وقبل سنة من انتخابه ملكا؛ و لكن ما ان وصل الي الحكم و استقرفيه و اطمئن حتي بداء بسياسة امحاء كل المعالم الاسلامية  و الدينية و العربية في البلاد و وضع قانون منع الحجاب و بشكل اجباري التي انتهت بمجزرة بمسجد في مشهد راح ضحيتها المئات بحجة التطور الي جانب اتخاذه لسياسة التفريس بحجة  تقوية الوحدة الوطنية التي استمرت هذه السياسة و بشكل اكثر ممنهج و خباثه في عهد النظام الديني .
في مقابلة له في النجف مع الصحافة الفرنسيه 14.09.1978 صرح خميني قائلا: ليس الغرض من تشكيل الحكومة الاسلامية ان ادارة شوون الحكم يكون بيد قادة الدين؛ و صرح لرويترز في باريس 26.10.1978 قائلا:علماء الدين لا يحكمون ففي الواقع واجبهم الاساسي لا يتخطي الاشراف علي القوه التنفيذية في الحكم؛ و صرح قائلا في تاريخ 3.11.1978  لن اقبل اي منصب في الحكومة فشخصيا اني لا ارغب بهذا وحتي ان رغبت فعمري و مكانتي الاجتماعية و الدينية لا تسمحان لي بقبول منصب حكومي !!!
 تصريحات كهذه كررت من قبل خميني عشرات و ربما المئات المرات خلال السنيين الخمس عشرة التي قضاها في المنفي ولكن ما ان وطئت قدماه المطار في طهران في يوم رجوعه من المنفي 01.02.1979 صرخ قائلا: انا الذي سيعين الحكومة !!.
في الواقع دخول خميني لايران كان النذير الشوم ليس فقط للشعب الايراني بغض النظر عن عرقهم بل لكل دول المنطقة؛ فنظام الملكي السابق رغم ما كان يعرف عنه من عمالته للغرب و حلمه باحياء الامبراطورية الفارسية ولكن احلامه والتاثيرالسلبي بسبب هذه العقليه عادتا ما كان يختصر علي قمع الشعوب الغير الفارسية و استمرار السياسة التفريس في الداخل و في السياسة الخارجية يختصرعلي ما تأمره ادارة الدول الغربية خصوصا امريكا التي قد صنعت من الشاه شرطي المنطقة  ليحرس مصالحها مقابل دعمهم العسكري لتاجه ولكن ما ان وصل خميني الي الحكم بدء بتصفيات واعدامات يوميه لكل من هو مشكوك فيه؛  بدءا من رجال النظام الملكي الي  الاحزاب و الاشخاص الذين كانوا يده اليمني لوصوله الي الحكم  واستمر حتي تطورت و اصبحت مجازرا  بحق الشعوب الغير فارسية  فانتقل نيران هذه السياسه الهمجية الي السياسة الخارجية للنظام الديني  باشعال فتيل الحرب ضد العرب من خلال شعاره المعروف ( نشر الثورة الاسلامية ) بداءا بالعراق تحت شعار ( مسير القدس يمر بكربلاء ) و صنع النظام الديني من المنطقة ملعبا لمنوارته السياسية مع القوي الكفر علي حساب دماء المسلمين التي راح ضحيتها المئات الالاف منذ تاسيس النظام الاسلامي!! في ايران.
انتصرت الثورة في 1979  بفضل اللعب بمشاعر الدينية وعود اصلاحات الاقتصادية لكافة الشعب و التي كانت اكثرها وعودا غير عمليه و غيرعقلانية اساسا  كالكهرباء و الماء الشرب و الغاز المجاني و بناء بيوت بعدد نسمة الشعب بحيث الكل سيكون له بيتا وعود اخري عقلانية كأعطاء الشعوب الغير الفارسية حقوقهم القومية  كالتعليم بلغتهم الي جانب التدريس باللغة الفارسية في المدارس و الجامعات و ... التي حرموا منها خلال 50 سنة من النظام الملكي السابق و صرح بها الدستورالنظام الديني في الحكومة الدينية سنة 1979 ولكن عندما طالبت الشعوب بتلبية نصوص الدستور الجديد لم يجدوا ردا غير الرصاص و المجازر و علي قائمتها مجزرة المحمرة  ( الاربعاء السوداء 29.5.1979 ) التي راح ضحيتها المئات من العرب.
ماكيافلية النظام وصلت الي حدا بان ايت الله شريعتمداري الذي كان معلما للخميني في الفقه و الاصول و منقذه من مشنقة الاعدام؛ عندما انتقد و اعرض استيائة من السياسات الهمجية للنظام الديني خصوصا في ما يتعلق بمسئلة الولاية الفقيه التي كان ينفيها شريعتمداري و ايضا  كانت الضامن و الفكرة المحورية لبقاء واستمرار حكم الخميني؛ اتهم بالتامر و ضرب و تعرض للاهانة و فرضت عليه الاقامة الجبرية و منع من التدريس و في مرضة اثر هذه الاحداث منع اسعافه و توفي و دفت سرا من قبل الحرس الثوري الموالي لخميني.
الانظمة الايرانية المعاصرة استخدمت قاعدة ماكيافللي بشكل اكثر عمليا و خباثة؛ خصوصا النظام الديني الحالي الذي استخدم الدين في سبيل الوصول الي الحكم عن طريق نظرية ولاية الفقيه التي مردودة اصلا من قبل اكثر الفقهاء قبل الثورة الدينية و بدأ بتغذية الاعلام في العالم الاسلامي برسم صورته كدولة اسلامية و في نفس الوقت استمرفي  نهج النظام الملكي في  نشر الفكر العنصري الفارسي في المدارس و علامه الداخلي ولكن بصيغة دينية لتغذية العواطف الداخلية و تشويش الاذهان من خلال اجلال شخصيات شبه خيالية ككوروش و دريوش و شخصيات فارسية ضد العرب و ضد الاسلام كابولوءلوء فيروز و شاعرهم المعروف فردوسي و غيرهم.
لا شك بان النظام الصفوي الايراني لا يكف عن العرب مادام عقليته مبنية علي اعادة بناء و انشاء الامبراطورية الفارسية علي حساب العرب من خلال الاستمرار في  زرع الفتن الطائفية  في العالم العربي و بما ان هذه الفكرة متأصلة في وجوده فلا شك بأن ادعائة باسلامية نظامة و ما يدعيه من دعمه لقضية فلسطين ليست الا خداعا في سبيل الوصول الي غايته ولكن لا يخاف من الذئب اذا كان الانسان في بيته و بابه مرصود بقدر ما الانسان عليه ان  يحذر من الارضة اذا دخلت في هيكل البيت .