Sunday 8 June 2014

الخطاب الاساسي للعنصریه الفارسية



تميز الخطاب القومي الايراني منذ دخوله الاطار العملي في المجتمع في العقد الثاني من القرن العشرين و بدعم من النظام الملكي الحاكم والذي استمرهذا الدعم و بشكل غير علني ولكن بشكل اقوي في عهد النظام الديني بعد الثورة الدينية في ايران ولكن بملامح و الوان دينية في زرع الروح الاستعلائية في العنصر الفارسي؛ لربما السبب الرئيسي لهذا النوع من الدعم الغامض من قبل النظام الديني الايراني يرجع الي الخطاب العدائي الذاتي لهذا الفكر للعرب و الاسلام؛ ففي مفاهيم الاساسية للقومية الايرانية العدو الابدي للايرانيين هم العرب و الآفة و البلاء التاريخي الاعظم للايرانيين هو دخول الاسلام في ايران.
قرائة لكتب الموسسين لهذا الفكر نجد بمفارقة غريبة في جذور تاسيس هذا الفكر و المستهدفون لهذا الفكر؛ فعندما بدء فتحعلي اخوندف 1812-1878 و من بعده ميرزا اقا خان الكرماني المعروف بأب القومية الايرانية  في نشر افكارهم العنصرية؛ نقدهم الحقيقي كان للملوك القجرية بسبب هزائهم العسكرية المتكرره من الروس و تبعيتهم المطلقة للاستعمار الانجليزي في حين ان المستهدف الاصلي و المسبب الاصلي لهذا الوضع حسب رأيهم لا الملوك القجرية وضعفهم بل يرجع الي هزيمة الامبراطورية الفارسية من العرب قبل 1300 سنة و دخول الاسلام الذي كان و مازال هو السبب الرئيسي في هذا الخمول الفكري و الضعف العسكري الذي فيها الممالك المحروسة ( الاسم الذي كان يطلق علي ايران في عهد القجري ).
ادخل  محمود افشار يزدي ( الاب الروحي للقومية الفارسية ) و بدعم من رضا خان البهلوي موسس النظام الملكي البهلوية في العقد الثاني من القرن العشرين الفكر العنصري الفارسي في المجال العملي تماشيا مع سياسة التفريس العنصرية ضد الشعوب التي ابتدأت في التطبيق من قبل الدولة؛ فبأتخاذه عددا من القوميين الفرس كمستشارين و ادخال اغلبهم في الوزارت التعليمية و الثقافية و العدل و الداخلية كان رضا خان مدركا بأن لا سبيل له في حفظ و استمرار النظام الملكي الجديد الا بدعم القومية الفارسية خصوصا و ان المملكة التي اسسها كانت علي اجساد الالاف من الشعوب و الاقاليم الغير الفارسية التي اما كانت مستقلة اما كانت تتمتع بحكم ذاتي في عهد القجريين و اصبحت جزءا من المملكة الجديدة بقوة السلاح و بمباركة بريطانية؛ و نتيجة لهذه المباركة قتل العشرات الالاف من الشعوب الغير الفارسية كالعرب و اللر و التركمن و البلوج و الاكراد و الاذريين فطبقا لمذكرات ويليام او داكلاس الطبيب و السائح الامريكي و الذي اصبح قاضيا في المحكمة العليا الامريكية في عهد روزفلت حصيلة القتلي بين العشائر اللرية و البختيارية نتيجة الغزو الفارسي كان اكثر من 24000 طفلا و امرءاة و شيخا و رجلا و ضحايا المجازر التي حصلت في الاقاليم الاخري خصوصا الاقليم العربي بعد الاحتلال لا تقل من هذه؛ فرضا خان استخدم اسلوبا لم يستخدم قبله و بعده في اعدام العرب و هو دفن العرب و هم احياء.
ان الطريقة التي استخدمها رضا خان في معاملته مع الشعوب بعد احتلال اراضيهم لا تثير الاستغراب نظرا لشخصيته و الظروف و الاسباب و العوامل التي  ساعدته الي الوصول الي الحكم و ايضا طبيعة الرجال الذين كانوا يحيطون به كرجال الدوله او كمستشارين ولكن الغريب هو السكوت الذي اتخذه اكثر رجال الدين في المنطقة و غض انظارهم عن الاعدامات و القتل و التعذيب و المجازر و كانه لم يحصل شيء و لكن ظهرالوجه الحقيقي لهولاء بعد انتصار الثورة الدينية في ايران في 1979 حيث انتصرت الثورة الدينية في ايران بقيادة خميني مناديا المعاداة للتمييز و العنصرية و الدعوة الي الاسلام الحقيقي الذي حسب رأيه بني علي اساس دعم و مناصرة المستضعفين في العالم بدءا بدعم القضية الفلسطينية ولكن مالبث و ظهر الوجه الحقيقي لخميني و ظهر بان مشروع دعم القضية الفلسطينية ليس الا حجة و مستمسكا لبداية مشروع تاريخي مدروس ابتداءمن  العصر الملكي و سيحصد نتيجته تحت غطاء المذهب الصفوي.
رجوعا الي الماضي القريب و في عهد النظام الملكي اسس القوميين الفرس احزاباً قومية متعدده و من اهمها الحزب السومكا و الجبهة الوطنية الايرانية و حزب الشعب الايراني و غيرها من الاحزاب؛ نظرا لشعار و منهج كلا من هذه الاحزاب فكلهم يحلمون ببلد يكون عسكريا؛ اقوي واقليميا؛ اكبر بلد في المنطقة  ولكن عند الالتفات لمنهج هذه الاحزاب في سبيل الوصول الي طموحهم كرههم للعنصر السامي و عدائهم الجلي للعرب اكثر شئ يلفت الانتباه؛ فالعرب في منهجهمهم العدو التاريخي و المانع الاكبر لبلوغهم لغايتهم المنشودة فمثلا في بنود البيان التاسيسي لحزب السومكا نقراء في احد البنود (بند 13)- تطالب سومكا بأمحاء و ابادة كل العرب في هضبة الايرانية او ما يسمي بأيران الكبير (حسب معتقد القوميين الايرانية فان الهضبة الايرانية تشمل شرق نهر دجلة في العراق حتي نهر السند في باكستان الي نهر جيحون في ماوراء النهر ) - (بند 9) تطالب السومكا بوحدة سياسية و عسكرية بين ايران و طاجيكستان و الهند و اليونان – (بند 18 ) العرب في منهجنا احقر الكائنات في العالم – بند 21 : تطالب سومكا في سياسة التطهير العرقي للعنصر العربي في سبيل ابقاء و تقوية العنصر الاريايي – البند الاخير ( 30 ) العداء مع ايران  العنصر الاريي مزروع في كيان كل كائنات العالم.
http://neonaziiran.blogspot.co.uk/2006/11/blog-post_26.html
http://neonaziiran.blogspot.co.uk/2006/11/blog-post_27.html
لا شك ان السومكا اكثر الاحزاب تطرفا في اظهار عدائهم الشعوب غير الفارسية و خصوصا العنصر العربي ولكن نظرا لكيفية تعامل النظام الملكي مع الحزب السومكا ( النظام الملكي و خصوصا رضا خان دعم السومكا دعما ماديا كثيرا ) ولكن اجتذاب عددا من الاعضاء الميدانيين  للسومكا في هيكلة النظام الديني الجديد بعد الثورة خصوصا في البسيج و الحرس الثوري كان الجرس الخطر لاظهار المنهج الذي سيتخذه النظام الديني الجديد.

في خطابه الشهير في الامم المتحدة الذي دعي العالم باتخاذ مبداء الحوار بين الحضارات بدل الصراع مع الحضارات  قال خاتمي الرئيس الجمهورية لايران في ذلك الوقت: اننا اصبحنا مسلمين ولكن لم نصبح عربا ( استحقارا للعرب ) و في كثير من الخطابات لعلماء الدين في ايران نلاحظ و نسمع المصطلح الشائع: الاسلام الايراني ( التشيع الصفوي )!! سنين قليلة بعد هذا الخطاب و هذا الشعار و في نيسان 2005 تسربت رسالة في غاية السرية موقعة بيد مسئول مكتب خاتمي للتصفية العرقية في الاقليم العربي الاحوازي التي واجهها الاحوازيون بانتفاظة نيسان سجن خلالها 27000 عربي و قتل المئات و رمي العشرات منهم في الانهر لبث الرعب في قلوب الناس و ليس هذا التصرف من النظام الديني الايراني بغريب حيث ان العديد من اعضاء الحزب السومكا والاحزاب العنصرية الاخري كانوا في هيكلة النظام الديني حيث صرح الدكتور غياث ابادي الباحث للتاريخ بان عددا من اعضاء هذه التيارات العنصرية بعد الثورة الدينية اقترحوا التصفية العرقية للعرب بل و ارادوا البدء عمليا في هذا المخطط و المجزرة الاربعاء السوداء في المحمرة كانت احدي هذه العمليات التي راح ضحيتها المئات و ربما الالاف من العرب .
انعاكس العنصرية الايرانية علي المنطقة و العالم العربي
لم تقتصر العنصرية الايرانية في الاطار الداخلي بل نظرة لتاريخ النظام الديني بدءا من يومه الاول الي الان نشاهد تأثير العنصرية الفارسية في شتي انواعها في كل مجالات الحياة الناس في الشرق الاوسط و خصوصا العالم العربي؛ فالنظام الديني منذ يومة الاول لبس حذاء العنصرية و تغلف بغطاء الدين وهذا النوع من العنصرية اثبت بأنه اقوي و ابقي و اكثر تأثيرا ( علي الاقل في السياسة الخارجية ) من العنصرية التي اتخذها النظام الملكي؛ فالنظام الملكي كان نظاما غير ديني لهذا لم يكن له حجة او سببا في التدخل في امورالدول المجاورة و ما وراءها الا حين يأتيه امرا من اسياده الغرب ( التدخل الإيراني بأموامر أمريكيه في نوفمبر 1973 ) فكانت سياسانه العنصرية محدودة في داخل الحدود و مختصرة في سياسة التفريس و الابادة في الداخل  ولكن النظام الديني الجديد زرع كل انواع الخلايا التجسسية في دول المنطقة بدءا من العراق حتي اقصي المغرب العربي في سبيل زعزعة الامن والتغلغل في شتي العالم الاسلامي خصوصا العالم العربي بحجة دعم المستضعفين في العالم و سياسة نشر الثورة  في البلاد الاسلامية و علي رأسها دعم القضية الفلسطينية التي ليست الا تغطية و تطميما علي مطامعة الاقليمية في سبيل احياء الامبراطورية الفارسية ولكن تحت غطاء الولي الفقية.
في الحقيقة قبل انتصار الثورة الدينية في ايران لم يكن شئ باسم الطائفية في العالم العربي ولكن ظهر اول ملامح الطائفية في العالم العربي في العراق في اولي ايام الثورة الدينية في ايران في سنة 1979 و سقي النظام الديني الايراني هذه الشجرة الخبيثة حتي اصبحت شجرة يغطي ظلها اغلب الزطن العربي يتغذي منها لبقائه و ضمان الوصول الي مطامحة الاقليمية في مستقبلا قد لا يكون بعيدا في ظل استمرار النظام الايراني في تغلغله في العالم العربي و الاسوء من ذلك دخوله في هيكلة بعضا من الانظمة العربية بحج كاذبه كالدفاع عن القضية الفلسطينية والحفاظ علي السد الممانعة؛ في حين وصل الامر بان بعض القادة العسكريين و المسئولين السياسيين في النظام الايراني يصرحون جهرا بأن بعد 1400 سنه و بفضل عبقرية و دراية الولي الفقية و لأول مرة وصلت حدودنا الاستراتيجيا الي البحر المتوسط بل البعض تخطي ذلك و صرح بأن بعض الدول العربية ليست الا اراض كانت لنا و قد استرجعناها بعد طول الزمان.
في الحقيقة فلسطين قضية تاجرو سيتاجر فيها النظام الايراني  في سبيل شق الصف العربي الذي لطالما كان و ما يزال يرتجف خوفا من وحدته و ان كان ثمن هذه المتجارة دم اخرعربي؛ و دعمه و حفاظه علي النظام السوري و بشار الاسد رغم مجازره و وحشيته و بطشه شاهدا حي علي هذا الواقع المرير.