Friday 13 July 2012

دكتور وفيق ابراهيم و مغالطاته التاريخية بالنسبة للقضية الاحوازية



في لقاء في ال بي بي سي مع الاستاذ حامد الكناني الذي بث في تاريخ 12 جولاي 2012 شاهدنا وسمعنا مغالطات من الاستاذ وفيق ابراهيم بحق القضية الاحوازية؛ في الحقيقة لا اعرف ان كان كلام الذي قاله الاستاذ الفاضل وفيق ابراهيم مجرد سوء فهم او عدم اطلاعة من تاريخ الشرق الاوسط ؛ او بما انه ومع الاسف استخدم في حواره نفس الكلام والاسلوب المورخين الفرس و السياسيين والاحزاب الفارسية العنصرية و النظام العنصري الايراني بعدم وجود عربا قبيل الاسلام في الاحواز هو ايضا من الذين اشتري النظام الايراني العنصري ضميرهم بنفط الاحوازي و طبعا اتمني بان اكون مخطئا في الحدس الثاني لانه اذا كان صحيحا مهما تكلمنا او قلنا او حتي اذا جئنا بكل مستندات التاريخية في العالم فبالطبع لن يغير شئ من تفكيرة  لانه عبد والعبد ولانه مامور فهو مطيع للغير لا للضمير.
 اولا وقبل كل شئ تكلم عن تاريخ قبل الاسلام في المنطقة و صراعات الفرس واليونان والروم و نسي او تجاهل الوجود العربي في المنطقة بدءا من الاحواز الي البحر المتوسط بشكل دول عربية كالانباط التي كانت لهم معارك طاحنة مع الرومان والفرس في زمن حكم الاشكانيين خصوصا في عهد ملكتهم زنوبيا التي كان امتداد سلطانها بدءا من بلاد الرافدين الي هلال الخصيب  او ممالك كمملكة رها العربية التي تاسست مئات السنين قبل الاسلام في جنوب اناطوليا وشمال العراق الذي شهد بعربيتها المورخ الرومي بلينيوس الاكبر في القرن الاول بعد الميلاد واذا ما ما ذهبنا الي ازمنة مبكرة من التاريخ؛ فالبابليون والاكديون و العاشوريون والعيلاميين كلهم شعوب مهاجرة من الجزيرة العربية و طبعا وبدون اي مكانا للجدل فان الشعوب السامية وخصوصا العربية بالذات هم كانوا ومازالوا سكان الجزيرة العربية منذ الاف السنين و الاريايين هاجرو من الاسيا الوسطي في الالفية الثانية فبل الميلاد ولم يوسسوا مملكتهم الا علي حساب الممالك العربية كالفينقيين و البابليين و العيلاميين و اتمني بان يقراء الاستاذ الكريم كتاب تاريخ الميديين للمستشرق الروسي ايغور ديانوكوف حتي يعلم بان اللغة الادارية في زمن الاخمينيين ( ثاني امبراطورية فارسية بعد الميديين ) و حتي اواسط عهد  الاشكانيين كانت اللغة الارامية السامية الاصل؛ وايضا طبقا لتاريخ هيرودوت فان عددا كبيرا (سلاح الفرسان ) من الجيش خشايار ملك الاخمينيين في غزوه لليونان كانوا عربا فبالتاكيد هولاء هم من عرب بلاد الرافدين والاحواز والهلال الخصيب لان الامبراطورية الاخمينيية لم تستطع اطلاقا ان تفرض سيطرتها السياسية  علي الجزيرة العربية.
 اتمني بان يقراء تاريخ هيرودوت حتي يعرف بان الفينقيين الذين كانت امبراطوريتهم التجارية ممتدة من الهند والاحواز واليمن في الجنوب والشرق الي الروم و القرطاجة في تونس كانوا عربا قد هاجروا عمان و البحرين ( دلمونيا ) وشرق الجزيرة العربية الاف السنين قبل دخول الاريين في المنطقة من اسيا الوسطي و ايضا العاشوريين والاكديون وقبلهم البابليون و العيلاميون الذين هاجروا من الجزيرة العربية واسسوا ممالكهم في الاحواز وبلاد الرافدين و جنوب هضبة اناطوليا و الهلال الخصيب.
 وبما انه تجاهل التواجد العربي في الاحواز قبيل الاسلام اتمني بانه يقراء تاريخ الطبري حتي يقراء اسماء القبائل العربية التي كانت تسكن المنطقة من الاحواز الي البلاد الاناطوليا في الشمال و الي اللبنان في الغرب؛والشاهد الحي لهذا الامر مدينة قصر شيرين التي كان تسمي باسم حلوان من قبل العرب في المنطقة في عهد الساسانيين  او المنطقة التي كانت تسمي بديار بكر نسبتا الي قبيلة بني بكر التي كانت تسكنها و مملكة الحيرة في العراق و ايضا حوار خالد بن وليد مع عمرو بن عبد قيس بن مسيح بعد انتصاره في معاركة في العراق لما سأله خالد انتم عرب ام عجم؟ فاجاب عبدقيس: بل عرب عاربة واخري متعربة و ايضا هرمز الذي كان اميرا علي الاحواز و جنوب العراق من قبل ملك الساسانيين الذي كان معيارا للعرب في الكفر والخباثة فكان العرب يقولون: أكفر من اخبث من هرمز. اذا لم يكن عربا في الاحواز فكيف العرب كانوا يقولون كلاما مثل هذا الكلام لشخص مثل هذا؟ و ايضا قائمة كبيرة من القبائل التي كانت تسكن الاحواز كبني تميم و بني عبدشمس و بني لخم و بني نمرو بنو العم و ايضا بطون من بني عامر و ربيعة وغيرهم فعندما نقراء تاريخ الطبري في اوائل الفتوحات الاسلامية وخصوصا في عهد قيادة خالد بن وليد دائما نشاهد بان عدد كبيرا من قوات العسكرية الفارسية و الروم كانوا عربا خصوصا قبيل فتح العرب للمناطق الجبلية ( جبال زاغروس التي كانت ومازالت الفاصل الطبيعي للعرب و غير العرب ) لان الاحواز ديمقرافيا امتدادا طبيعيا لبلاد الرافدين فمن الطبيعي ان يكون العرب هم الذين كانوا سكانها و اذا كان اناس اخر يسكنون في هذا الاقليم فهم ليسوا الا اقلية غير عربية و ايضا اسماء المدن الاحوازية قبيل الفتح الاسلامي كسوق الاهواز و مدينة المناذر الكبري ومدينة المناذر  الصغري اللتان كانتا قريبة لمدن تستر( حتي كلمة تستر كلمة عربية غير فارسية ) و ايضا مدينة ميسان ( الخفاجية؛ التي غير اسمها النظام الملكي السابق بسوسنجرد). و حتي في القرن السادس عشر السياح الدنماركي نيبور اشار بانه لم يشاهد مدينة واحدة غيرعربية علي امتداد سواحل الخليج .
 فغض النظر لكل ما قيل عن الاحواز من زاوية تاريخية فان الان و في العصر الحديث اغلب سكان الاحواز عرب؛ و الغير العرب الذين يسكنون هذا الاقليم ليسوا الا مستعمر فرض استعمارة علي الاحوازيين من حوالي قرن والمستعمر يقتل ويقمع ويحكم السلاح بقوة السوط والسلاح والمشانق فاستنادا لاي قانون  او حجة  الشعب العربي الاحوازي يباح دمة علي لسانك لانه يناضل من اجل حريته؛ حتي اذا جدلا افترضنا ( فرض المحال ) ان الاحواز تاريخيا جزء من ايران فانه قد عاني ما عاني و جرت علية الويلات من انظمة الايرانية من 1925 حتي الان و مع الاسف الشديد ما عاناه الشعب الاحوازي من النظام الديني الفارسي العنصري الالاف المرات اقسي مما عاناه من النظام الملكي السابق و الدليل علي ذلك مذبحة المحمرة ( الاربعاء السوداء ) في سنة 1979 و تصريحات المسئولين الايرانيين كرفسنجاني وغيرهم بوصف عرب الاحواز باوصاف يخجل الانسان من تكرارها وحتي خاتمي الذي المعروف بانه اعقل رئيس حكم ايران الذي نادي بحوار الحضارات في العالم ففي عهد حكمة وبعد  الانتفاضة الاحوازية 2005 بدل ان يحاور العرب؛ اعتقل اكثر من 27000 احوازي واعدم العشرات وقتل المئات وثم رمي اجسادهم في نهر كارون ليزرع الخوف في قلوب الاحوازين و المئات من الاحوازيين لحد الان لا يعرف مصيرهم؛ و طبعا سبب الانتفاضة كان رسالة موقعه بخط ابطحي مدير مكتبة في كيفية اضظهاد العرب للتغيير الديمغرافي في المنطقة وتفريس سكانها من خلال جبار العرب بالخروج بحرمانهم من كل حق و ادناه منعهم حرمانهم من الزراعة في اراضيهم؛ فكيف لنظام كهذا له اعتقادا قلبيا بان لغة العربية لغة اهل الجنة؟
في الحقيقة ما تفضل به الاستاذ الكريم ليس الا مغالطات  في التاريخ وتناقضات في الحقوق السياسية لانه في خلال حواره استخدم القياس مع الفارق في مقارنة الشعب العربي الاحوازي مع الشعب الباسك  في شمال اسبانيا لانه اعترف بان الشعب العربي الاحوازي عربي ولكن نفي حقة في اختيار مصيره ولكن اعطي شعب الباسك كل الحق لاختيار مصيره رغم انه يعلم معاناة الشعب الاحوازي لا تقارن بتاتا مع شعب الباسك؛ فالشعب العربي الاحوازي ايضا ليست له ادني قرابة عرقية مع الشعوب الغير العربية في ايران والقرابة الدينية ايضا تلاشت بعد ما عاناه ما عاناه من الويلات من النظام الديني الحاكم في ايران من خلال استخدام الدين لمصالحة السياسة في قمع الشعوب الغير الفارسية وخصوصا الشعب العربي الاحوازي.

علي الكعبي


الاحواز و الاعدامات في قناة بي بي سي العربية