Saturday 27 April 2013

الاحوازيون وواجبهم لوضع خارطة طريق



ليس من الصعب التنبوء بمستقبل القضية الاحوازية  من خلال  ربطها بعدم طرح مشروع  وطني  او خارطة طريق لمستقبل السياسي للاحواز من قبل الفصائل و الاحزاب الاحوازية بمختلف مشاربهم و مناهجهم السياسية  و التطورات السياسية  و الاحداث الاقليمية التي تجري و بسرعة غير مسبوقة في المنطقة.
فقد الشعب الاحوازي فرصة تاريخية  بعد الثورة الايرانية و مجئ الخميني علي السلطة  الي الوصول الي حقه في تقرير مصيره او علي الاقل بعضا من حقوقه المدنية و السياسية المشارة في دستور النظام؛  من الاسباب التي ادت الي خسارة هذه الفرصة التاريخية  التي لا تتعوض اذا اهملها و خسرها الاحوازيين هذه المرة؛ لا يقتصر علي الغرب  و مصالحه علي ابقاء الاحواز جزءا من الخارطة ايران  و لا اهمال الدول العربية و العالم العربي و لا حتي تعسفية النظام الفاشي الشوفييني اللا اسلامي بل ايضا عدم وجود خارطة طريق او مشروع سياسي قوي يوازي  قوة التطورات و التغييرات السياسية  في ايران قبل و بعد الثورة.
من مستلزمات الكفاح الوطني الاستماع الي الاخرين و اعطائهم الفرصة ليبرزوا ارائهم السياسية مهما كانت متباينة مع الشخص او التنظيم الذي يكافح من اجل قضية فكثرة الاراء نتيجة منطقية لكثرة الافكار التي قد تنتهي بحلول اكثر فعالية و موثرة للمشاكل و الازمات السياسية و خصوصا لقضية مثل قضيتنا العادلة و في نفس الوقت المعقدة و المعلقة  في دهاليز الاختلافات بين ابناء الوطن و اهمال العرب و مصالح الغرب و وحشية النظام الايراني.
في الحقيقة  اكثر ما نحتاجة الان في مواجهة النظام الايراني؛ طرح الافكار و الاراء ونقد الاشكاليات السياسية التي نعاني منها وايضا ايجاد حلول منطقية و عملية مبتنية علي اسس علمية  تنتهي الي وحدة وطنية بين الجميع؛  فافتقار النظام الايراني لاصدقاء في الداخل و المنطقة  خصوصا بعد الاحداث التي وصفت بالربيع العربي و التي كشفت حقيقة تزيف النظام الايراني في استخدامه للدين لاجل مصالحة السياسية  و جعلت منه عدوا لكل الشعوب المنطقة و اصبح من المستحيل للنظام ان يقوم بمناورات سياسية مقبولة للشارع العربي و لدول المنطقة  و ايضا مناطحاتة مع الغرب و امريكا بسبب ازمة النووية جعلت الغرب ينظرالي ايران بنظرة من العدم الاطمئنان  مفرط قد ينتهي الي حربا مع امريكا و الغرب  و ايضا ما يقوم به النظام من ظلم و اضطهاد و اعدامات  بحق الشعوب الغير الفارسية  و تكثيف النظام باعتقلاته للنشطاء السياسيين و المدنيين و التكثير في الاعدامات و خصوصا بحق الشعوب الغير الفارسية شاهدا علي ما يعانية النظام من الخوف الذي هو فيه الان  و يعكس  شدة الضغط  الذي هو فيه الان من الداخل و من الخارج؛ ؛ وكل هذا قد يكون ورقة رابحة للاحزاب و الفصائل الاحوازية اذا استخمت و بشكل صحيح لاجل القضية؛ و لن يستطيع الاحزاب و الفصائل الاحوازية  من استخدام ما فيه النظام الا اذا توحدوا حول محور واحد و هو الوحدة.

في الحقيقة و بشكل مختصر مستقبل الاحواز مرهونا  بخارطة طريق مدروسة و علي اسس علمية و منطقية و تكون مقبولة سياسيا و حقوقيا في الساحة السياسية العالمية يتفق عليها جميع التيارات و الجبهات التحررية؛  و علي التيارات الغير التحررية التي منهجها السياسي فدرالي او دستوري ايضا ان تبني خارطة طريق لنفسها لا يكون مغايرا او معارضا مع المصالح الوطنية  و المطالب القومية  لشعبنا العربي؛ حتي يكون للاحوازيين في المستقبل اكثر مرونة في الاختيار حسب الظروف السياسية المستقبلية؛ ولكن  يبقي حق تقرير المصير حقا مطلقا و محفوظا  لشعبنا العربي و الاختلاف في كيفية تحقيق هذا الحق لا يقل من شان و حقانية هذا الحق لشعبنا العربي الاحوازي .
ولكن السوال الذي يطرح نفسه هل الاحزاب و الفصائل الاحوازية سيستمرون علي النهج الذي هم فيه الان و سيكررون سيناريو عهد الخميني ام اكراما للوطن والشهداء و المعتقلين و شعبنا الاعزل سيعملون جاهدا الي سبيل الوحدة الوطنية التي لطالما شعبنا و مازال يحلم فيها منذ 3 اجيال؟ مستقبل السياسي الاحواز معلق بامر واحد و هو الوحدة الوطنية  في سبيل الوصول الي الهدف النهايي وهو احقاق حق شعبنا الاعزل في تعيين مصيره السياسي و تحقيق الحياة الكريمة لابنائة في الحياة الاجتماعية.