ليس من الصعب التنبوء بمستقبل القضية الاحوازية من خلال ربطها بعدم طرح مشروع وطني
او خارطة طريق لمستقبل السياسي للاحواز من قبل الفصائل و الاحزاب الاحوازية
بمختلف مشاربهم و مناهجهم السياسية و
التطورات السياسية و الاحداث الاقليمية
التي تجري و بسرعة غير مسبوقة في المنطقة.
فقد الشعب الاحوازي فرصة تاريخية بعد الثورة الايرانية و مجئ الخميني علي السلطة الي الوصول الي حقه في تقرير مصيره او علي الاقل
بعضا من حقوقه المدنية و السياسية المشارة في دستور النظام؛ من الاسباب التي ادت الي خسارة هذه الفرصة
التاريخية التي لا تتعوض اذا اهملها و
خسرها الاحوازيين هذه المرة؛ لا يقتصر علي الغرب
و مصالحه علي ابقاء الاحواز جزءا من الخارطة ايران و لا اهمال الدول العربية و العالم العربي و لا
حتي تعسفية النظام الفاشي الشوفييني اللا اسلامي بل ايضا عدم وجود خارطة طريق او
مشروع سياسي قوي يوازي قوة التطورات و
التغييرات السياسية في ايران قبل و بعد
الثورة.
من مستلزمات الكفاح الوطني الاستماع الي
الاخرين و اعطائهم الفرصة ليبرزوا ارائهم السياسية مهما كانت متباينة مع الشخص او
التنظيم الذي يكافح من اجل قضية فكثرة الاراء نتيجة منطقية لكثرة الافكار التي قد
تنتهي بحلول اكثر فعالية و موثرة للمشاكل و الازمات السياسية و خصوصا لقضية مثل
قضيتنا العادلة و في نفس الوقت المعقدة و المعلقة في دهاليز الاختلافات بين ابناء الوطن و اهمال
العرب و مصالح الغرب و وحشية النظام الايراني.
في الحقيقة
اكثر ما نحتاجة الان في مواجهة النظام الايراني؛ طرح الافكار و الاراء ونقد
الاشكاليات السياسية التي نعاني منها وايضا ايجاد حلول منطقية و عملية مبتنية علي
اسس علمية تنتهي الي وحدة وطنية بين
الجميع؛ فافتقار النظام الايراني لاصدقاء
في الداخل و المنطقة خصوصا بعد الاحداث
التي وصفت بالربيع العربي و التي كشفت حقيقة تزيف النظام الايراني في استخدامه
للدين لاجل مصالحة السياسية و جعلت منه
عدوا لكل الشعوب المنطقة و اصبح من المستحيل للنظام ان يقوم بمناورات سياسية
مقبولة للشارع العربي و لدول المنطقة و
ايضا مناطحاتة مع الغرب و امريكا بسبب ازمة النووية جعلت الغرب ينظرالي ايران
بنظرة من العدم الاطمئنان مفرط قد ينتهي
الي حربا مع امريكا و الغرب و ايضا ما
يقوم به النظام من ظلم و اضطهاد و اعدامات
بحق الشعوب الغير الفارسية و تكثيف
النظام باعتقلاته للنشطاء السياسيين و المدنيين و التكثير في الاعدامات و خصوصا
بحق الشعوب الغير الفارسية شاهدا علي ما يعانية النظام من الخوف الذي هو فيه الان و يعكس
شدة الضغط الذي هو فيه الان من الداخل
و من الخارج؛ ؛ وكل هذا قد يكون ورقة رابحة للاحزاب و الفصائل الاحوازية اذا
استخمت و بشكل صحيح لاجل القضية؛ و لن يستطيع الاحزاب و الفصائل الاحوازية من استخدام ما فيه النظام الا اذا توحدوا حول
محور واحد و هو الوحدة.
في الحقيقة و بشكل مختصر مستقبل الاحواز مرهونا
بخارطة طريق مدروسة و علي اسس علمية و
منطقية و تكون مقبولة سياسيا و حقوقيا في الساحة السياسية العالمية يتفق عليها جميع
التيارات و الجبهات التحررية؛ و علي
التيارات الغير التحررية التي منهجها السياسي فدرالي او دستوري ايضا ان تبني خارطة
طريق لنفسها لا يكون مغايرا او معارضا مع المصالح الوطنية و المطالب القومية لشعبنا العربي؛ حتي يكون للاحوازيين في المستقبل
اكثر مرونة في الاختيار حسب الظروف السياسية المستقبلية؛ ولكن يبقي حق تقرير المصير حقا مطلقا و محفوظا لشعبنا العربي و الاختلاف في كيفية تحقيق هذا
الحق لا يقل من شان و حقانية هذا الحق لشعبنا العربي الاحوازي .
ولكن السوال الذي يطرح نفسه هل الاحزاب و
الفصائل الاحوازية سيستمرون علي النهج الذي هم فيه الان و سيكررون سيناريو عهد
الخميني ام اكراما للوطن والشهداء و المعتقلين و شعبنا الاعزل سيعملون جاهدا الي
سبيل الوحدة الوطنية التي لطالما شعبنا و مازال يحلم فيها منذ 3 اجيال؟ مستقبل
السياسي الاحواز معلق بامر واحد و هو الوحدة الوطنية في سبيل الوصول الي الهدف النهايي وهو احقاق حق
شعبنا الاعزل في تعيين مصيره السياسي و تحقيق الحياة الكريمة لابنائة في الحياة
الاجتماعية.